القول المنثور في غرائب ما عاينته في أرض النيل من الأمور (مشاهدات صيفية من واقع أغرب من الخيال)
- khaled A.
- 5 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة

بعد غياب طال، عدت في صيف هذا العام إلى مصر الحبيبة لقضاء إجازة كنت أرجو أن تكون خفيفة على القلب، مليئة بالذكريات والهواء الطيب.لكن ما رأيته من غرائب الأفعال جعلني أفتح مدونتي وأكتب، لا من باب الشكوى، بل من باب التوثيق والتبسم، فلعلّ في مشاركتها تسلية وعبرة.
☕️ فصل في الشاي وما نُزع منه من أوراقه
دخلت أحد المقاهي الشعبية، وطلبت كعادتي كوبًا من الشاي بالنعناع.بعد دقائق، جاءني الشاي... لكن بلا نعناع.سألت النادل بهدوء: "فين النعناع يا ابني؟"ردّ بثقة: "ما عندناش".فقلت له: "طب ليه قلتلي حاضر؟"قال: "كل الناس بتطلبه كده".وبهذا المنطق، صار طلب الشاي بالنعناع مجرد ديكور كلامي... والتنفيذ حسب مزاج البائع.
🧽 فصل في الغسيل الإجباري وما لحقه من جدال ناري
كنت متوقفًا بسيارتي لدقائق، وإذا بفتى صغير يبدأ في غسيل السيارة بكل حماس، دون إذن ولا طلب.فلما انتهى، أعطيته مبلغًا رمزيًا كإكرامية، فإذا به يعترض:"إيه ده؟ ده مبيكفيش تمن السائل!"فأجبته: "أنا ما طلبتش الغسيل أصلًا".غادر منزعجًا... وأنا بقيت أُفكر: متى صار الإحسان محل تفاوض؟!
🛂 فصل في ضابطة الجوازات التي لا ترى في الابتسام فائدة
وصلت أخيرًا إلى كاونتر الجوازات، لأجد ضابطة شابة تقف بوجه جامد، لا كلمة ترحيب، ولا ابتسامة، ولا حتى نظرة تواصل بشري.قدّمت جوازي بابتسامة... فردّته بختم وصمت بارد.هل نسي البعض أن مصر بلد السياحة؟ وأن أول انطباع يتركه الموظف قد يصنع الفارق؟يا ترى، هل التبسم ممنوع رسميًّا؟ أم مجرد موضة انقرضت؟
🧳 فصل في الطابور الطويل والانتظار الجليل
في مطار دولي، بعد رحلة مرهقة، وقفت في طابور التفتيش.مرّت ساعة... ثم الثانية... ثم الثالثة.والسبب؟ماكينتان فقط تعملان لخدمة المئات من المسافرين، بينما البقية خاملة أو "خارج الخدمة".عندما تذمّرت، ردّ أحد الواقفين: "احمد ربنا، ساعات بيبقوا واحدة بس!"واكتشفت أن الصبر في المطارات المصرية صار رياضة وطنية.
📌 كلمة أخيرة: بين الدعابة والواقع
لست ممن يشكون من بلادهم، ولكني ممن يؤمنون بأن الحب الحقيقي يتجلى في الرغبة بالإصلاح.ما كتبته هنا ليس نقدًا لاذعًا، بل دعوة للتفكر.نحتاج إلى بسمة حقيقية، وإلى نظام يحترم وقت الناس، وإلى تعامل يشعر المواطن والزائر بأنه مرحب به، لا متطفل.
ومع كل هذا، مصر تبقى في القلب، بكل ما فيها، من طيبة ناسها... إلى طرائف شوارعها.




تعليقات