خالد الذي ضحي بحياته… فأنقذ مدينة
- khaled A.
- Jun 9
- 2 min read

لم يكن خالد محمد شوقي نجمًا من نجوم الشاشات، ولا فارسًا تُصفق له الجماهير. كان رجلًا بسيطًا، يقود شاحنة وقود في شوارع مصر العميقة، تلك التي لا تعرف المجد إلا إذا صعد من العرق والكرامة.
في صباح عادي، وبينما كان يزوّد شاحنته بالوقود من إحدى المحطات بمدينة العاشر من رمضان، وقعت لحظة غير عادية. حرارة ترتفع، دخان يتصاعد، والنيران تندلع في مؤخرة الشاحنة وكأنها تنذر بكارثة وشيكة.
في هذه اللحظة، لم يركض خالد. لم يفكر في نفسه. لم يقل "مالي ومالها". أمسك المقود، وقاد الشاحنة المشتعلة بعيدًا… عن المحطة، عن الناس، عن البيوت، عن الأطفال والمارة، عن مدينة كاملة كانت على وشك التحول إلى لهب.
لم يكن ضابطًا يحمل رتبة، ولم يُدرّب في أكاديمية، لكنه أدرك في لحظة أن عليه إنقاذ الآخرين ولو احترق هو.
أيها الشباب، البطولة ليست في الكلمات، بل في الأفعال. وخالد فعل ما يعجز عنه كثيرون. واجه الموت لا هربًا منه، بل ليحمي حياة غيره. فهل بعد ذلك مثالٌ أصدق لتحمّل المسؤولية؟
أسرة خالد… مسؤوليتنا جميعًا
خالد رحل، وترك وراءه أسرة تستحق أن تجد الوطن حاضرًا. زوجة وأبناء لا يجب أن يكون مصيرهم النسيان، بل يجب أن نرد لهم الجميل.نحتاج إلى إنشاء صندوق تبرعات قانوني، بإشراف حكومي أو مجتمعي شفاف، يحمل اسمه، ويفتح الباب لكل مصري أو عربي يريد أن يقول "شكرًا يا خالد".
ليكن التكريم بالمال الطيب، بالنية الخالصة، وبالعدل. فالبطل لا تُترك أسرته بعد رحيله.
والدولة… خالد أمانة في رقابكم
الدولة التي تكرّم الجميع، من العدل أن تكرّم من قدّم حياته ليحمي الناس.نطالب بتكريم رسمي لخالد: وسام، اسم شارع، معاش دائم لأسرته، ورعاية كاملة لأبنائه.ليس ذلك تفضّلاً، بل وفاءٌ من الوطن لمن أعطى روحه له دون تردد.
خالد لم يمت… خالد يعيش في كل من يختار أن يكون شجاعًا، مسؤولًا، نقيًا.خالد هو الوجه المضيء لمصر التي لا تُهزم، حتى في أصعب اللحظات.
Comments