ثورة الصين التقنية
- khaled A.
- Jun 8
- 4 min read

في عالم تهيمن عليه شركة جوجل و أبل بلا منازع وتحكم فيه شركات وادي السيليكون قبضتها على البرمجيات وانظمة التشغيل تخرج الصين اليوم بمشروع طموح اقرب ما يكون الى ثورة رقمية ترتفع من خلاله اصوات تقول لن نعتمد على الغرب بعد الان.
في الواقع هناك تحالف جديد بين كبرى شركات الهواتف الصينية مثل شاومي ، اوبو ، فيفو ، و One plus يتبلور في الافق حاملا معه نية صريحة للتحرر من هيمنة الاندرويد و IOS وخلق منظومة رقمية مستقلة تحمل الهوية الصينية.
الخطوه الاولى بدأت بالفعل تقارير موثوقة تؤكد ان هذه الشركات تناقش بجدية خطة تطوير نظام تشغيل خاص بها بعيدا عن برمجيات الشركات الامريكية.
المشروع يتجسد في النسخة القادمه من نظام Hyper OS والذي سيكون بمثابة بوابة الخروج من مظله جوجل .
شاومي والتي تعد ثاني اكبر مصنع لهواتف الاندرويد على الصعيد العالمي بعد سامسونج تقود هذا التحرك هذه الشركة لديها بالفعل القدرة الكاملة على تصنيع كافة مكونات هواتفها داخل حدود الصين باستثناء نظام التشغيل وهو ما تسعى الان لتغييره.
لكن ما الذي فجر هذا التحول؟
حسنا للاجابة على هذا السؤال يتعين علينا العودة الى الوراء قليلا وبالضبط الى العام 2019 عندما منعت الولايات المتحده شركة هواوي من استخدام الاندرويد وخدمات جوجل بدعوى تهديد الامن القومي.
حينها ردت هواوي بابداعها الخاص واطلقت نظامها Harmony OS الذي يستخدمه اليوم اكثر من مليار شخص حول العالم ويضم اكثر من 20000 تطبيق .
ومع عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض تجددت التوترات وتصاعدت الحرب التجارية مما دفع باقي الشركات الصينية لتسريع خطواتها.
الهدف تجنب مصير هواوي وبناء مستقبل رقمي لا يعتمد على الخارج.
لكن هناك سؤال محوري يطرح نفسه هنا هو هل سيقبل المستهلك العالمي بهواتف لا تعمل بانظمه الاندرويد او IOS؟
الاجابة لم تعد كما كانت نظام Harmony OS اثبت انه ليس مجرد بديل بل اصبح منافسا قويا جاهزا للانتشار والتوسع علما انه لا يقتصر فقط على الهواتف الذكية والساعات الذكية والسيارات الكهربائية والتلفزيونات بل يمتد ايضا الى الحواسيب الشخصية.
فقد اعلنت الشركة الصينية قبل بضعه ايام فقط عن نظام Harmony OS PC الذي يهدف للاطاحة كذلك بنظامي ويندوز وماك او اس وليس الاندرويد والاي او اس فقط.
وبالتاكيد اذا اتحدت الشركات الصينية خلف هذا المشروع فقد نشهد اكبر تحول في مشهد التقنية منذ عقود.
لقد تحولت الهواتف الذكية من ادوات اتصال الى ساحة معركه في حرب باردة رقميه تدور رحاها بين السيطرة والتحرر وبين الهيمنة الامريكية والصعود الصيني.
وفي قلب هذه المعركة نفسها تبرز شركة هواوي مجددا ولكن هذه المرة ليس بنظام التشغيل الخاص بها فقط او بهواتفها الذكية المتقدمه بل بقوتها التكنولوجية والعسكرية والاقتصادية الضاربه في الواقع.
بينما تواصل امريكا فرض قيودها على بيع رقاقات الذكاء الإصطناعي الى الصين كشفت هواوي عن مفاجاة من العيار الثقيل رقاقة Ascend 910C والتي تمثل الجيل الجديد من معالجات الذكاء الإصطناعي والتي تتفوق في الاداء على المعالج المقابل من شركة انفيديا .
ووفقا لتقارير من وكاله الانباء رويترز فقد بدأت هواوي بالفعل في شحن هذه الرقاقة المتقدمة الى الشركات الصينيه في وقت تمنع فيه انفيديا من بيع رقاقاتها الاعلى اداء للصين.
المثير في الامر ان رقاقة هواوي الجديدة لا تقتصر على الاستخدامات المدنية بل تملك قدرات عسكرية وهو ما اشعل القلق في واشنطن.
وكما لو ان رقاقة الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة هواوي كانت غير كافية قامت شركة شاومي كذلك الاسبوع الماضي بتفجير قنبلة تقنية في وجه امريكا فلآول مرة في تاريخها كشفت شاومي عن معالج من تصميمها وتطويرها بالكامل.
ب 16 نواة استطاعت شاومي الخروج بمعالج يوفر اداء يتفوق على افضل المعالجات المتاحة في السوق اليوم مثل سناب دراجون 8 في اختبارات الاداء. هذا ليس مجرد معالج هذه رسالة واضحة مفادها نحن هنا ونتحدى الجميع بدون استثناء.
وكما يمكنك ان تتوقع فهذه الاخبار المتوالية من الصين لم تبقي الاسواق المالية راكدة فخبر رقاقة الذكاء الاصطناعي الجديدة من شركة هواوي لوحده كان كافيا ليتسبب في خسارة ضخمة لانفيديا اذ انخفضت اسهمها بنسبة 2% وهو ما يعادل نحو 55 مليار دولار في يوم واحد.
ارادت امريكا ان تبطئ تقدم الصين وكبح جماحها لكنها دون قصد دفعتها نحو تسريع خطواتها لتنتج ما قد يكون اقوى رقاقة ذكاء اصطناعي في العالم ليتحول بذلك الحصار الى دافع والعقوبات الى وقود للابداع.
مع العلم بان العالم باسره اصبح يدرك جيدا حقيقة ان من يتحكم في تكنولوجيا تصنيع الرقاقات الاِلكترونية هو من سيتحكم في المستقبل لم يعد النفط ولا الجُزرُ الاستراتيجية محور الصراعات الكبرى اليوم.
المعركة تدور حول رقاقات السيليكون لان من سيربح هذه المعركة سيملك مفاتيح القوة في العقود القادمة وها هي هواوي تطلق اول رصاصة في حرب الذكاء الاصطناعي القادمة معلنة انها لا تسعى فقط الى الاكتفاء الذاتي بل الى المنافسة العالمية على قياده هذا المجال.
العالم لم يعد كما كان ،الغرب لم يعد يملك مفاتيح المستقبل وحده والصين لم تعد مجرد مصنع يقلد منتجات الغرب بل اصبحت مصنعا للافكار والتقنيات والانظمة.
الصراع لم يعد فقط على الهواتف او الرقاقات الالكترونيه بل على مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العالم.
ولكن هل ستنجح الصين فعلا في كسر احتكار امريكا لسوق انظمة التشغيل وتتفوق في معركه الذكاء الاصطناعي ام ان هذا الحلم سيصطدم بحائط الواقع الغربي الصلب؟
الجواب قادم والمعركه لا تزال في بدايتها.
شاركونا رايكم في التعليقات .
هل انتم مع مستقبل صيني مستقل ام تفضلون بقاء الهيمنة الامريكية. #هواوي #شاومي #نظام_تشغيل #الصين #الثورة_التقنية
Comments