حقن التخسيس: مونجارو بين الأمل والتحذير الطبي
- khaled A.
- 16 يونيو
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 24 يونيو

في السنوات الأخيرة، ظهرت أدوية جديدة أحدثت ثورة في علاج السمنة، ولفتت الأنظار إليها بفضل نتائجها الواعدة. ومن بين هذه الأدوية برز اسم "مونجارو" (Mounjaro) كخيار غير جراحي لإنقاص الوزن بشكل فعال. إلا أن هذا التطور لا يخلو من اعتبارات طبية يجب التوقف عندها، من حيث الفعالية، الأمان، التكلفة، والمقارنة مع الجراحات التقليدية للتخسيس.
ما هو مونجارو؟
مونجارو هو الاسم التجاري لعقار تيرزيباتيد (Tirzepatide)، وهو في الأساس دواء تم تطويره لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. لكن خلال التجارب السريرية، أظهر فعالية ملحوظة في تقليل الوزن، حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، مما دفع الجهات التنظيمية لاعتماد استخدامه في إدارة السمنة.
آلية العمل
مونجارو يعمل من خلال تنشيط مستقبلين هرمونيين في الجسم:
GLP-1 (glucagon-like peptide-1)
GIP (glucose-dependent insulinotropic polypeptide)
هذان الهرمونان يساهمان في:
تقليل الشهية.
تأخير تفريغ المعدة.
تحسين إفراز الإنسولين.
تعزيز الشعور بالشبع بعد الأكل.
هذه الآلية المزدوجة تمنح مونجارو تفوقًا نسبيًا على حقن أخرى مثل أوزمبيك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) التي تستهدف GLP-1 فقط.
الفوائد المتوقعة لمونجارو في إنقاص الوزن
تشير الدراسات السريرية إلى نتائج مبهرة عند استخدام مونجارو:
نقصان في الوزن يتراوح بين 15% إلى 22% من وزن الجسم الأساسي خلال فترة 72 أسبوعًا.
تحسن في مستوى السكر وضغط الدم والدهون الثلاثية.
تقليل محيط الخصر.
تحسن مقاومة الإنسولين حتى في غياب السكري.
الآثار الجانبية ونسب حدوثها
رغم فعالية مونجارو، إلا أن له آثارًا جانبية يجب أخذها في الاعتبار. معظمها متعلقة بالجهاز الهضمي وتظهر عادة في الأسابيع الأولى من الاستخدام:
العرض الجانبي | نسبة الحدوث التقريبية |
الغثيان | 17–23% |
الإسهال | 13–16% |
التقيؤ | 5–9% |
الإمساك | 11–14% |
فقدان الشهية المفرط | 10–18% |
صداع | 5–6% |
تعب عام | 4–7% |
ارتجاع أو حرقة المعدة | 3–5% |
ملاحظة: غالبًا ما تقل الأعراض تدريجيًا مع استمرار العلاج، خاصةً عند تصعيد الجرعة بشكل تدريجي.
طريقة الاستخدام
الجرعة الابتدائية: 2.5 ملغ تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيًا.
تصعيد الجرعة: تتم زيادتها بمقدار 2.5 ملغ كل 4 أسابيع حسب الاستجابة والتحمل.
الجرعة القصوى: تصل إلى 15 ملغ أسبوعيًا.
أماكن الحقن: البطن، الفخذ، أو الذراع العلوي.
يُفضّل أخذ الحقنة بعد وجبة الطعام لتقليل الآثار الهضمية.
مقارنة مونجارو مع جراحات السمنة
العنصر | مونجارو | جراحات السمنة (تكميم المعدة أو تحويل المسار) |
نوع التدخل | دوائي (حقن أسبوعي) | جراحي (تدخلي دائم) |
نسبة فقدان الوزن | 15–22% خلال 12–18 شهرًا | 25–35% خلال 6–12 شهرًا |
الأعراض الجانبية | هضمية خفيفة إلى متوسطة | تسريب، نزيف، نقص فيتامينات، انسداد معوي |
التكلفة | 1,000–2,500 درهم شهريًا | 30,000–50,000 درهم لمرة واحدة |
إمكانية الإيقاف | نعم، بالتوقف عن الحقن | لا، دائمة |
المتابعة الطبية | شهرية غالبًا | مستمرة مدى الحياة |
التأثير على الامتصاص | لا يؤثر | قد يؤدي إلى سوء امتصاص |
لمن يُنصح باستخدام مونجارو؟
يناسب استخدام مونجارو:
مرضى السمنة (BMI ≥ 30)، أو BMI ≥ 27 مع أمراض مصاحبة (مثل السكري أو الضغط).
من لا يرغبون في الخضوع لعمليات جراحية.
من لديهم قابلية للالتزام بحقن أسبوعية والمتابعة الطبية.
لا يُوصى به في الحالات التالية:
سوابق التهاب بنكرياس.
تاريخ عائلي بسرطان الغدة الدرقية (medullary thyroid carcinoma).
الحمل أو التخطيط للحمل.
تنبيه هام
رغم فعالية مونجارو في التحكم بالوزن، يجب استخدامه فقط بعد استشارة الطبيب المختص. لا يُنصح باستخدام الدواء بدون تقييم سريري دقيق، حيث أن سوء الاستخدام قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى مرضى الكلى، الكبد، أو من لديهم تاريخ مرضي معقد.
الخلاصة
حقن مونجارو تمثل تقدمًا ملحوظًا في علاج السمنة بطريقة غير جراحية وآمنة نسبيًا، ولكنها ليست "حلًا سحريًا". يبقى الالتزام بنمط حياة صحي هو الأساس الحقيقي للتحكم في الوزن. وعند التفكير في الحقن أو الجراحة، يجب الموازنة بين الفوائد والمخاطر بمشورة طبية دقيقة.
Comments