اختفاء 377 ألف فلسطيني في غزة: كارثة إنسانية تتطلب تحقيق العدالة العاجل
- khaled A.
- 28 يونيو
- 3 دقيقة قراءة

في خضم الصراع المستمر في قطاع غزة، تبرز واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية التي تواجه سكان القطاع، إذ كشفت تقارير ودراسات حديثة من مايو ويونيو 2025 عن اختفاء نحو 377 ألف فلسطيني من الإحصاءات السكانية الرسمية، وهو ما يعادل أكثر من 17% من سكان غزة قبل بدء الحرب في أكتوبر 2023. ويُعد هذا الرقم المروع بمثابة مؤشر واضح على حجم الخسائر الفادحة التي تعرض لها المدنيون الفلسطينيون، خاصة وأن نحو نصف هؤلاء المختفين من الأطفال.
حقيقة الأرقام وأهميتها
الدراسة الأساسية التي تناولت هذه الظاهرة هي تقرير صادر عن الأستاذ يعقوب غارب، الباحث الإسرائيلي في جامعة بن غوريون بالنقب، والذي استخدم بيانات الأقمار الصناعية، والتحليلات الجغرافية الديموغرافية، إضافة إلى تقديرات السكان الإسرائيلية الرسمية، ليكشف أن عدد سكان غزة انخفض من حوالي 2.23 مليون نسمة قبل الحرب إلى نحو 1.85 مليون نسمة بحلول منتصف 2025، ما يترك فجوة كبيرة في أعداد السكان تبلغ 377 ألف شخص.
هذه الأرقام فاقت بكثير حصيلة القتلى الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة والتي بلغت حوالي 60 ألف وفاة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصير هؤلاء المختفين الذين يُعتقد أنهم قد لقوا حتفهم تحت الأنقاض جراء القصف المكثف أو بسبب الحصار المشدد الذي أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية، أو جراء التهجير القسري وظروف النزوح الصعبة.
أسباب الاختفاء
توضح التقارير أن هذه الفجوة في الأعداد لا يمكن تفسيرها فقط بالنزوح الداخلي أو الهجرة، إذ لم يكن من الممكن لمئات الآلاف من السكان مغادرة القطاع بسبب الحصار والقيود المشددة على الحركة. وبناءً عليه، فإن معظم هؤلاء الأشخاص إما قد قضوا نحبهم نتيجة العنف المتواصل أو الظروف الإنسانية القاسية، أو ما زالوا يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها وتفتقر إلى وسائل التسجيل الرسمية.
كما أن المؤسسات التي تقدم المساعدات الإنسانية، مثل مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، تواجه انتقادات لوقوع مراكز توزيع المساعدات في مواقع يصعب على معظم السكان الوصول إليها، وتتمتع بتصميمات تشبه الحواجز العسكرية، مما يعوق وصول المساعدات إلى فئات كبيرة من المحتاجين ويزيد من معاناتهم.
الآثار القانونية والإنسانية
تثير هذه الأرقام والتطورات قلقًا شديدًا لدى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تصف ما يحدث في غزة بأنه ينطوي على انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك احتمال وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتطالب هذه الجهات بفتح تحقيقات مستقلة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وتوفير الحماية اللازمة للسكان المدنيين.
تؤكد منظمات حقوق الإنسان على ضرورة إنهاء الحصار وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، فضلاً عن وقف العمليات العسكرية التي تستهدف المناطق السكنية المكتظة، حفاظًا على أرواح المدنيين وكرامتهم.
دعوة للتحرك الدولي
مع استمرار هذا النزاع وارتفاع أعداد الضحايا، أصبح من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بحزم لوقف هذه الكارثة. إن اختفاء أكثر من ربع مليون إنسان في فترة قصيرة يشكل جرحًا مفتوحًا في الضمير العالمي، ويستلزم اتخاذ إجراءات فورية لضمان إنصاف الضحايا ودعم الناجين.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن هذه المأساة التي تهدد الإنسانية في غزة، ويجب أن تكون هناك مطالب واضحة بإنهاء العنف وضمان وصول المساعدات وإنفاذ القانون الدولي بما يحمي حقوق الإنسان الأساسية.
المصادر
تقرير الأستاذ يعقوب غارب – جامعة بن غوريون، عبر منصة هارفارد داتافيرس (Harvard Dataverse)الرابط إلى الدراسة
تقرير موقع مكـتوب ميديا بتاريخ 25 يونيو 2025:"تقرير هارفارد يكشف اختفاء 377 ألف فلسطيني في غزة"Maktoob Media
تقرير صحيفة رؤيا نيوز بتاريخ 25 يونيو 2025:"إسرائيل تختفي 400 ألف فلسطيني في غزة، نصفهم أطفال"Roya News
تقرير شبكة قدس الإخبارية بتاريخ 24 يونيو 2025:"اختفاء 377 ألف فلسطيني في غزة، نصفهم أطفال"Quds News Network
تقرير صحيفة الغد بتاريخ 25 يونيو 2025:"اختفاء 377 ألف فلسطيني في غزة نصفهم أطفال"Ghad News
تقرير موقع جالجوليا بتاريخ 25 يونيو 2025:"تقرير جديد يكشف: 377 ألف فلسطيني مفقودون في غزة"Jaljulia.net
Comments